السبت، 10 مارس 2018

أنواع مصادر المعرفة في المنظمات


في العصر الاقتصادي الحديث، تعتبر المعرفة أهم مصدر استراتيجي للمنظمات، فالمنافسة الشرسة في السوق تتطلب من المنظمات تحسين خدماتهم باستمرار لتلبية الاحتياجات المتزايدة في هذا الوقت؛ وذلك لضمان تحقيق أهدافها ودخولها في المنافسة مع بقية المنظمات.
ويجدر بنا ذكر أن المنظمات التي اعتادت على استقاء الخبرات من مصدر واحد، برأينا لن تتمكن من العطاء ؛ لان المنظمات التي تسعى الى تطوير خدماتها التي تقدمها تحتاج الى كل المعارف اللازمة للقيام بعملية التطوير وكذلك لتقديم خدمات جديدة . فعندما تعتمد على مصدر واحد لن تستطيع تلبية احتياجاتها كمنظمة للتطوير وبالتالي القدرة على البقاء والمنافسة وذلك بسبب وجود ثغرات معرفية لديهم ، وضعف في القدرة على تحديد المعرفة الهامة لمستقبل المنظمة .
وسوف نستعرض فيما يلي تعريف لمصادر المعرفة ، مع ذكر مميزاتها ومن ثم استعراض أنواع المصادر في المنظمات بشكل مختصر .


تعريف مصادر المعرفة :

قمنا بتعريف مصادر المعرفة على أنها : هي كل ما تحوي وتقدم معارف

مميزات مصادر المعرفة :

ذكرت (النهاري ، ٢٠١٧ ، ٣٠٤)  نقلاً عن (Moustaghfir,2008) أن مصادر المعرفة البشرية تتميز عن المصادر المادية الأخرى بالآتي :
1.    متزايدة القيمة كمنتج وذات عائد قوي .
2.    غير قابلة للتلف مثل المصادر المادية أو المدونة على ورق ، وكذلك أقل قابلية للضياع .
3.    مرونة في التجديد والتطوير
4.    لا تفنى بالاستخدام المتزايد لها ولكن تقل قيمتها مع مرور الوقت.
5.    متاحة عند الحاجة لها في أي وقت.
6.    جزء منها ضمني كامن في عقول البشر والجزء الآخر تم تحويله الى معارف صريحة وملموسة .


أنواع مصادر المعرفة في المنظمات:

أولاً : سوف نستعرض أشهر التقسيمات من وجهة نظرنا وهي :
1.    مصادر المعرفة الداخلية:
هي المصادر المتواجدة داخل المنظمة بمختلف أشكالها ، سواء كانت ملموسة أو غير ملموسة كامنة في عقول البشر كما أسلفنا سابقاً ، ومن أمثلة المصادر الداخلية مايلي :
الأشخاص اللذين يمتلكون خبرة في مجال اهتمام المنظمة ، الدورات التدريبية ، المؤتمرات الداخلية التي يتم بها عرض الخبرات ، التواصل بين الموظفين الذي ينتج عنه تناقل وتشارك الخبرات الشخصية .

2.    مصادر المعرفة الخارجية:
هي المصادر المتوفرة خارج المنظمة وغير تابعة لها ، أي لا تكون أحد أفرع المنظمة . ويتم الاستعانة بهذه المصادر عندما ترغب المنظمة بسد عجز معرفي لديها ، أو ترغب بتطوير خدماتها التي تقدمها للمستفيدين . وبطبيعة الحال قد تكون هذه المصادر إما خبير في مجال معين تستعين به المنظمة على سبيل المثال ليقوم بالقيام بورشة عمل للموظفين لديها بحيث يتم نقل الخبرة التي يمتلكها الخبير إلى هؤلاء الموظفين. أو لتقديم حل لمشكلة معينة تعاني منها المنظمة وخلافه.
ومن أمثلة المصادر الخارجية الأخرى، الاستعانة بنظم خبيرة من موردين متخصصين في ذلك .

ثانياً : فيما يلي استعراض لتقسيم آخر من وجهة نظر (متولي ، ٢٠١٠ ، ٧٠٧) حيث قام بتقسيم مصادر المعرفة في المنظمات الى ثلاثة أقسام وهي :

1.    مصادر المعرفة البشرية :
حيث ذكر أن مصادر المعرفة البشرية تكمن في قدرات الموظفين بالمنظمة ، والخبرات التي يمتلكونها ، والمهارات التي يتقنونها ، والقدرات الإبداعية المتوافرة لديهم .

2.    مصادر المعرفة الهيكلية:
مثل براءات الاختراع ، الأبحاث العلمية ، والنظم الإدارية ، والدورات التدريبية ، والمعايير الخاصة بالمؤسسة.

3.    مصادر المعرفة الخاصة بالسوق:
مثل المعرفة التي تمتلكها المنظمة عن الصناعة ، والمعرفة عن طبيعة العملاء و المعرفة عن الشركاء.


-       للاستزادة حول موضوع مصادر المعرفة في المنظمات ننصح بقراءة الدراسة التالية :

     Leon, Valentine St. (2002). Intellectual capital: Managerial perceptions of organizational knowledge resources. Journal of Intellectual Capital, 3(2), 149-166.


المراجع :


 - النهاري، جواهر عبدالعزيز. (2017). مصادر المعرفة في المنظمات: مراجعة علمية للوضع الراهن. مجلة المنارة للدراسات القانونية والإدارية - المغرب، ع18 ، 300 - 319. 
     - متولي، عبدالله حسين. (2010). التحول من إدارة المعلومات إلى إدارة الأصول المعرفية: رؤية استشرافية تقويمية للاحتياجات والمتطلبات وعوائد التطبيق في المكتبات الرقمية العربية. المؤتمر الحادي والعشرين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات  (اعلم)، المكتبة الرقمية العربية : عربي أنا : الضرورة ، الفرص والتحديات  - لبنان ، مج 1 ، بيروت ، 690 - 720. 


هناك 7 تعليقات:

  1. "المنظمات التي اعتادت على استقاء الخبرات من مصدر واحد لن تتمكن من العطاء"
    فعلاً لن تتكمن من العطاء وبالتالي لن تستمر في البقاء والشواهد على ذك كثيرة .

    مقال جميل جدا سلط الضوء على مصادر المعرفة وأهميتها بالنسبة للمنظمات واستعرض تقسيمين من أشهر تقسيمات مصادر المعرفة.

    شكرًا جزيلاً للدكتوره ندى على هذا المقال

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح هناك الكثير من المنظمات التي تنشأ ونرى اختفاها بعد مدة ليست بطويلة، ويكون أحد أهم أسبابها عدم وجود مصادر معرفة جديدة لديها . شكراً لك د.عادل .

      حذف
  2. فعلاً تعتبر مصادر المعرفة في العصر الحالي من أهم استراتيجيات الموارد التي تمتلكها وتعتمد عليها المؤسسات والتي تختلف تبعاً لاختلاف مصادرها و طريقة المشاركة فيها..

    مقاله قيمه شكراً جزيلاً ندى استمتعت بقرائتها ..

    تحياتي ..

    ردحذف
    الردود
    1. الشكر لك على تعليقك ابتهال ، تحياتي لك .

      حذف
  3. مقالة موجزة ومرتبة وهادفة اتمنى لك مزيد من التوفيق د ندى

    ردحذف
  4. ادارة مصادر المعرفة من المواضيع المهمة والتي تحتاج اتقان ودقة ما شاء كنت عند هذا المستوى بالتوفيق والنجاح د ندى

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً جزيلاً على تعليقك د. أحمد ، كل التوفيق لك .

      حذف

الأكثر مشاهدة